الفيروسات المحللة للأورام

علاج العلاج المناعي

الفيروسات المحللة للأورام هي فئة فريدة من الفيروسات القادرة على تدمير الخلايا السرطانية مع تجنب إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة. وعلى الرغم من أن الأبحاث حول هذا العلاج بدأت في ستينيات القرن العشرين، إلا أن التطبيق السريري لم يصبح ممكناً إلا في السنوات الأخيرة. واليوم، تعد الفيروسات المحللة للأورام من بين أكثر الأساليب الواعدة والأكثر بحثاً في مجال العلاج المناعي للسرطان.

كيف تعمل الفيروسات المحللة للأورام؟

تستغل الفيروسات المحللة للأورام نقاط الضعف في الخلايا السرطانية التي تفتقر إلى دفاعات مضادة للفيروسات فعالة. وعلى عكس الخلايا السليمة، لا تستطيع الخلايا السرطانية تنشيط الآليات المضادة للفيروسات الطبيعية، مما يجعلها أهدافًا مثالية. تم تصميم هذه الفيروسات للتعرف على جزيئات معينة على سطح الخلايا السرطانية، مما يسمح لها باختراق الخلايا السرطانية وتدميرها مع ترك الأنسجة السليمة دون التأثير عليها. تحارب الفيروسات المحللة للأورام السرطان بطريقتين رئيسيتين: عن طريق تدمير الخلايا السرطانية بشكل مباشر وتحفيز الجهاز المناعي لتعزيز قدرة الجسم على تدمير الورم.

Oncolytic viruses destroy cancer cells

آلية العمل:

1. تحلل الخلايا السرطانية مباشرة

تقتل الفيروسات المحللة للخلايا السرطانية مباشرة عن طريق دخول الخلية واستخدام آلياتها للتكاثر. ومع تكاثر الفيروس، فإنه يتسبب في انفجار الخلية السرطانية (التحلل)، وإطلاق جزيئات فيروسية جديدة. تعمل هذه العملية على تدمير الخلية السرطانية ويمكن أن تؤدي إلى استجابة مناعية، مما يجعل الجسم أكثر قدرة على التعرف على الخلايا السرطانية المتبقية ومهاجمتها.

2. الاستجابة المناعية الفطرية

الاستجابة المناعية الفطرية هي أول دفاع للجسم ضد التهديدات مثل الفيروسات. تستهدف الفيروسات المحللة للأورام الخلايا السرطانية وتصيبها، فتطلق جزيئات إشارية مثل السيتوكينات والكيموكينات والإنترفيرونات. تعمل هذه الجزيئات على تنشيط وتوجيه الجهاز المناعي، مما يعزز الاستجابة المناعية في المنطقة المصابة بالسرطان وحولها.

تحفز الفيروسات المحللة للأورام الخلايا المناعية الفطرية، بما في ذلك:

  • الخلايا القاتلة الطبيعية (NK)تلعب هذه الخلايا دورًا رئيسيًا في الجهاز المناعي الفطري من خلال التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. وهي مجهزة بمستقبلات تكتشف الخلايا المصابة، بما في ذلك تلك التي تعبر عن مستضدات الفيروسات أو الأورام. ومن خلال هذه الآلية، تبدأ الخلايا القاتلة الطبيعية استجابة مناعية فعالة ضد الخلايا السرطانية.
  • الخلايا الشجيرية (DC) والبلعمياتتساعد الفيروسات المحللة للأورام على تدمير الخلايا السرطانية وإطلاق مستضدات خاصة بالأورام. تلتقط الخلايا المقدمة للمستضد (APCs)، مثل الخلايا الشجيرية والبلعميات، هذه المستضدات وتعالجها وتقدمها إلى الخلايا التائية والخلايا البائية. وهذا ينشط الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية بشكل مباشر واستجابة مناعية أوسع نطاقًا مضادة للأورام.

3. الاستجابة المناعية التكيفية

الاستجابة المناعية التكيفية هي قدرة الجسم على خلق دفاع مستهدف وطويل الأمد ضد السرطان. وتعتمد على خلايا مناعية متخصصة، بما في ذلك “خلايا الذاكرة التائية”، والتي يتم تدريبها على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بناءً على مواجهات سابقة. ومن خلال تنشيط هذه الخلايا، يمكن للجسم الحفاظ على المراقبة المستمرة للمساعدة في منع تكرار السرطان.

كيف تعمل معالجة الفيروسات المحللة للأورام؟

تحول الفيروسات المحللة للأورام الأورام “الباردة” إلى أورام “ساخنة” من خلال تحويل بيئة الورم المثبطة للمناعة إلى بيئة تجتذب الخلايا المناعية وتحفزها بنشاط. يعمل هذا التحول على تعزيز قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، مما يجعل الأورام أكثر استجابة للعلاجات المناعية. يقدم العلاج بالفيروس المحلل للأورام الأمل في علاج السرطان المقاوم للطرق التقليدية أو عندما تصبح العلاجات القياسية غير فعالة.

التطبيقات الرئيسية:

1. الأورام المتبقية

بعد الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، عندما يتم تقليص الورم إلى حجمه الأدنى، يمكن للفيروسات المحللة للأورام استهداف الخلايا السرطانية المتبقية وتدميرها بفعالية.

2. السرطان المقاوم

غالبًا ما تتطور الخلايا الخبيثة مقاومة للعلاجات التقليدية. تتجاوز الفيروسات المحللة للأورام هذه المقاومة من خلال استهداف الخلايا السرطانية بشكل مباشر.

3. السرطان المتكرر عالي الخطورة

في الأشكال العدوانية من السرطان مع احتمالية عالية للتكرار، يقلل العلاج بالفيروسات المحللة للأورام من خطر عودة المرض عن طريق تدمير حتى الخلايا الجذعية السرطانية.

الفيروسات المحللة للأورام التي نستخدمها في علاج السرطان

فيروس مرض الجراب المعدي (IBDV)

يوفر استخدام فيروس مرض الجراب المعدي (IBDV) العديد من المزايا لمرضى السرطان. يصيب هذا الفيروس الخلايا السرطانية بشكل انتقائي، مما يعطل عملية التمثيل الغذائي لها ويحفز موت الخلايا المبرمج، دون الإضرار بالأنسجة السليمة. يستهدف فيروس مرض الجراب المعدي (IBDV) الخلايا السرطانية بشكل فعال، مما يجعله مفيدًا في علاج السرطانات الموضعية والنقيلية.

فيروس مرض نيوكاسل (NDV)

نستخدم حاليًا سلالة فيروس نيوكاسل التي تم اختبارها في عام 2017، والتي أظهرت أكبر فعالية في تدمير الخلايا السرطانية مقارنة بالفيروسات الأخرى. أدت التعديلات الأخيرة للفيروس إلى تطوير سلالة أكثر قوة مع قدرات اكتشاف الورم المحسنة.

كيف يمكن تعزيز كفاءة الفيروسات المحللة للأورام؟

يعد العلاج بالفيروسات المحللة للأورام فعالاً بشكل خاص عند دمجه مع العلاج المناعي، حيث يساعد في تحضير البيئة المحيطة بالورم لاستجابة أقوى لهذه العلاجات. في Biotherapy International، بعد العلاج بالفيروسات المحللة للأورام، نستخدم عادةً مثبطات نقاط التفتيش المناعية أو العلاج المناعي بوساطة السيتوكينات (CMI).

1. مثبطات نقاط التفتيش

تتحول الأورام التي كانت تهرب من الجهاز المناعي (الأورام “الباردة”) إلى أورام “ساخنة” تجتذب الخلايا المناعية. وهذا يعزز فعالية مثبطات PD-1/PD-L1، حتى في الحالات التي تظهر فيها هذه الأدوية بمفردها فعالية محدودة.

2. العلاج المناعي القائم على السيتوكينات (CMI)

الاستجابة الالتهابية التي تسببها الفيروسات المحللة للأورام تجعل الأورام “أكثر وضوحًا” للجهاز المناعي. وهذا يزيد من فعالية العلاجات القائمة على السيتوكينات مثل بيجاسيس (إنترفيرون ألفا-2أ المشبع بالبولي إيثيلين) وإنترلوكين-2 منخفض الجرعة (IL-2)، مما يساعد الجهاز المناعي على تحديد الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل أكثر فعالية.

3. الفيروسات المحللة للأورام ولقاحات السرطان

يمكن أيضًا دمج الفيروسات المحللة للأورام مع لقاحات مضادة للسرطان مصنوعة من أنسجة الورم المحفوظة بالتبريد. ولهذا السبب، تنصح شركة بايوثيرابي إنترناشيونال مرضاها بالحفاظ على أنسجة الورم التي تمت إزالتها أثناء الجراحة بالتبريد.

لقد ثبت أن الجمع بين العلاج بالفيروس المحلل للأورام ولقاحات السرطان فعال وآمن للغاية. يعمل هذا النهج من خلال آلية مزدوجة: من ناحية، يحفز تدمير الخلايا السرطانية؛ ومن ناحية أخرى، يحول الخلايا السرطانية غير المناعية إلى أهداف يمكن التعرف عليها بواسطة الجهاز المناعي.

ملخص

العلاج بالفيروسات المحللة للأورام هو طريقة علاج للسرطان حيث تستهدف الفيروسات الخلايا السرطانية دون الإضرار بالأنسجة السليمة. تقوم الفيروسات بتدمير الورم وتنشيط الجهاز المناعي، مما يعزز مقاومة الجسم للمرض. هذا النهج فعال لعلاج السرطانات المقاومة للطرق التقليدية ويمكن أن يحسن نتائج العلاجات المناعية الأخرى. عند دمجه مع العلاج المناعي، يعزز العلاج الاستجابة المناعية ضد الأورام المتبقية والمتكررة.

أسئلة وأجوبة

كيف يتم إعطاء العلاج بالفيروسات المحللة للأورام؟
يتضمن العلاج عادة حقن الفيروس مباشرة في الورم أو توصيل العلاج عن طريق الوريد. تضمن تقنيات التصوير المتقدمة مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب توصيلًا دقيقًا إلى الخلايا السرطانية. بالنسبة لسرطانات المخ، يمكن إعطاء الفيروس عن طريق الأنف أو عبر خزان أومايا. تستغرق دورات العلاج عادة حوالي أسبوعين.
هل هناك أي آثار جانبية؟
إن العلاج بالفيروسات المحللة للأورام جيد التحمل بشكل عام. وتشمل الآثار الجانبية الشائعة التعب الخفيف، والقشعريرة، أو الحمى المنخفضة الدرجة، والتي عادة ما تختفي في غضون بضعة أيام. وهذه الآثار الجانبية أقل حدة بشكل ملحوظ مقارنة بعلاجات السرطان التقليدية مثل العلاج الكيميائي.
أين يتوفر هذا العلاج؟
وبسبب القيود التنظيمية في الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، يتوفر العلاج من خلال العيادات الشريكة في ألمانيا وكازاخستان، وفي بعض الحالات تركيا.
اتصل بنا